علماء التقنية الحيوية يطورون آليات لإنتاج أعلاف حيوانية مستدامة باستخدام الطحالب في المملكة



علماء التقنية الحيوية يطورون آليات لإنتاج أعلاف حيوانية مستدامة باستخدام الطحالب في المملكة  
جامعة كاوست 
 
نشرت المجلة العلمية " Frontiers in Microbiology" دراسة حديثة قام بها باحثون من مجموعة التقنية الحيوية المستدامة والاصطناعية (SSB) في كاوست ومجموعة مشروع (DABKSA) التابعة لشركة المنارة للتطوير (KBD) في الجامعة، لزراعة نوع من الطحالب الحمراء الدقيقة يُعرف باسم " Cyanidioschyzon Merola"، يمكنه النمو في درجات حرارة قريبة من 50 درجة مئوية، وفي درجة حموضة عالية. 
وتأتي جهود "كاوست" في إطار طموح المملكة وعملها بالوصول إلى "الحياد الصفري"، أي التحول إلى اقتصاد بصافي "صفر" من انبعاثات الغازات الدفينة بحلول عام 2060، وتسعى تحقيقاً لذلك من خلال البحث والتطوير والاستثمار وكجزء من هذا الجهد أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة العام الماضي عن تعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتطوير مشروع التقنية الحيوية لإنتاج الطحالب في المملكة (DABKSA)، الذي يرتكز على زراعة طحالب دقيقة قوية يمكنها تحمل الظروف المناخية الشديدة في البلاد. 
يقول البروفيسور كايل لويرسن، الأستاذ المساعد وقائد مجموعة (SSB) في كاوست، وهو كبير مؤلفو هذه الدراسة "تتمتع هذه الطحالب بإمكانيات تؤهلها لأن تصبح جزءًا مهمًا من إنتاج البروتين البديل، ويمكن زراعتها محليًا في موسم الصيف الحار في المملكة، حيث تستهلك الطحالب الدقيقة النيتروجين والفوسفور، والملوثات الشائعة الناتجة عن الأسمدة والزراعة، كما تمتص ثاني أكسيد الكربون، وتنمو في مياه البحر لإنتاج كتل حيوية من البروتينات، والزيوت، والمنتجات المفيدة الأخرى. ويمكن استخدام هذه المنتجات كأعلاف حيوانية ، مما يوفر شكلاً مستدامًا من الزراعة، ويساهم في الوقت ذاته في تحقيق الأمن والاستقلال الغذائي للمملكة. 
وأشار إلى أن العلماء في مجموعتي البحث تمكنوا من زراعة هذه الطحالب الحمراء على نطاق واسع باستخدام الأسمدة التجارية داخل المختبر وخارجه، وهو إنجاز مهم لإنتاج الكتلة الحيوية بأسعار معقولة. ويتماشى مع هدف مشروع التقنية الحيوية لإنتاج الطحالب في المملكة الرامي لتوسيع إنتاج الطحالب الدقيقة من المختبرات إلى المستويات الصناعية. 
ويؤكد الدكتور كلاوديو فوينتيس-غرونوالد، مدير برنامج الطحالب في شركة المنارة للتطوير في كاوست، أنه تم اختبار طحالب "C. merolae" بالفعل في منشأة تجريبية بحجم إجمالي يبلغ 3000 لتر. والخطوة التالية هي الاختبار بمقاييس أكبر من 100,000 لتر في مياه البحر واستخدام ثاني أكسيد الكربون من غاز المداخن. كل هذا سيتم إنجازه في المرحلة الثانية من المشروع المتوقع إطلاقها رسميًا هذا الخريف. 
ويعتقد لويرسن أن الاستثمار والبنية التحتية المتطورة سيضعان المملكة العربية السعودية في مكانة رائدة في تطوير تقنيات الطحالب، وسيسهمان إلى حد بعيد في تعزيز الاستقلال الغذائي للمملكة، ويقول "تمتلك الطحالب إمكانات واعدة في المساهمة في دعم الاقتصاد الحيوي المحلي في المملكة، ويمكنها أيضًا أن تدعم إنتاج البروتين في البلاد بحلول عام 2030، فهي تحتاج فقط إلى الكوادر الماهرة للمساعدة في تنمية هذا القطاع. ومع تنامي البنية التحتية واهتمام المسؤولين بهذا القطاع، فإن مهمة كاوست الآن هي تطوير برامج التعليم والتدريب للجيل القادم من تقنيي الطحالب في المملكة". 
// انتهى //